الملتقى الدولي الموسوم بـ: أنساق القيم والكفاءة الذانية في المناهج الدراسية بين البحوث النظرية والتطبيقات الميدانية بجامعة غرداية
ديباجة الملتقى الدولي
شهد ميدان التربية والتعليم
استقرارا واضحا لحقب زمنية ممتدة, غير أنه وقف حدينا على تطورات سريعة ومتتالية
جراء تغير فلسفة الفرد واجتمع تجاه مواقف الحياة من جهة. وتراكم الخبرات التربوية
في الميدان من جهة أخرى؛ فغدت بذلك المناهج الدراسية اليوم مظهرا للتميّز في
المؤسسات التعليمية وركيزة للتواجد في فضاء التنقيف والتكوين. بما يتم تسويق
مستوى أداء النظام التربوي وإقناع الفئة المستهدفة به.
يعد المنهاج الدراسي عملية
تفاعلية تَمَّ تطويرها بين المتعلمين والمعلمين في بيئة مادية واجتماعية يعمل كمرآة
عاكسة للمعتقدات الدينية والمعايير الثقافية والقيم الفردية والتنظيمية, حيث يضم
جوانب قد لا تظهر مهمّة, لكن ها تأثير راسخ وعميق في ثقافة المتعلم وفعله. تستند
المنظومة التربوية على منطلقات أساسية ترتكز في جوهرها على نسق محدّد من القيم»
يتخذ قاعدة لضبط محتوى الأنشطة التعليمية وتوجيهها بما يخدم غايات السياسة
التربوية. من هذا تعد عملية إعداد مناهج متكاملة متمحورة على نسق معيّن من القيم
أمرا في غاية التعقيد والحساسية» حيث يقوم على اختيار الملائم منها لكل مادة, وتحديد
نوع استراتيجيات الإدماج مع ملامح الأنشطة المصاحبة لماء اكتساب تفاعل وجداني عميق
يحقق كفايات مؤثرة في السلوك ومؤطرة للتصورات والمفاهيم المستقبلية للمتعلم.
في معطيات طارئة متجدّدة
كظرف الوباء الحالي تم تخفيف المناهج ودمج الموارد واعتماد نظام التعليم عن بعد على
خلفية وجوب الالتزام بالإجراءات الصحية الوقائية غير أن مآلات ذلك إن لم تدرس بخطة
محكمة وعميقة, قد يجر المنظومة التربوية إلى نتائج غبر مرغوب فيها مستقبلا تتجاوز
المضامين والمهارات إلى القيم والاتجاهات والميولات وهذا ما سيظهر على مستوى
الكفاءة الذاتية لركائز الموقف التعليمي في معالجة مختلف المشكلات المدرسية
والمواقف الحياتية.
بين من يرى أن مثل هذا الواقع والإجراءات المتبعة مواقف ضاغطة تسمو بنسق قيم المتعلم وتدفعه للرفع من كفاءته الذاتية تجاه مختلف الوضعيات المجابهة؛ استنادا على مبدأ من مبادئ النظرية البنائية, متمثلا في توفير أدوات المعالجة وترك المتعلم يخوض بنفسه في إجراءات بناء مهاراته ومعارفه. مقابل ذلك نجد تحفظا لدى آخرين في تمثل العمل التربوي لرؤى وأفكار لم تختبر بشكل كاف في الميدان.
يعتبر هذا الملتقى الدولي فرصة للوقوف على واقع أنساق القيم والكفاءة الذاتية في المناهج الدراسية: وذلك بنقد نماذج متعدّدةٍ منها في بيئات مختلفة من العالم مع استقراء لخلفياتها النظرية وأسسها العلمية والفلسفية سعيا نحو تحديد رؤى مستقبلية راعية للموروث الحضاري للمجتمع ومتوافقة مع حاجات المتعلم ومطالبه في إطار الظروف العصرية المحيطة به.
أهداف الملتقي الدولي
- الوقوف على أنساق القيم في ظل تعقد مظاهر الحياة
ومطالبها مع إبراز الحاجة الملحّة لها في ضوء تنامي الكثير من المشكلات المدرسية
والاضطرابات السلوكية والأزمات النفسية في الوسط المدرسي.
- العمل على حصر عدد من القراءات العلمية المنهجية في
مجال بناء المناهج الدراسية باعتبارها -القراءات- خطوة هامّة في تشخيص أهم مرتكز
في المنظومة التربوية.
- إبراز حساسية تجاذبات القيم وتحديات في ضوء
التزامات القيم التنظيمية ودوافع القيم الفردية.
- تشخيص واقع
أنساق القيم والكفاءة الذاتية في ظل تخفيف المناهج ودمج المعارف.
- تبادل الخبرات النظرية والميدانية بين مختلف
الباحثين وذلك من خلال عروض لمناهج فاعلة.
- بلورة استراتيجيات
مستقبلية واضحة المعالم في تخطيط القيم والكفاءة الذاتية ودمجهما في الأنشطة
التعليمية التعلمية, استنادا على قراءات الواقع والمطالب المنشودة.
- اعتماد أدوات للقياس والتشخيص مُكيّفة ومُقننة في
بيئات إقليمية وعالمية.
محاور الملتقى الدولي
يركز الملتقى
في أشغاله على دراسة المحاور الآتية:
المحور الأول: بحوث نظرية مفاهيمية
1. دراسات تأصيلية لمفهوم القيم وأنساقها
واستراتيجيات بنائها وترسيخها في المناهج الدراسية.
2. بحوث نظرية لمفهوم الكفاءة الذاتية وآليات اكتسابها
وتعزيزها في المناهج الدراسية.
3- قراءة في
الخلفيات النظرية للمناهج الدراسية مع تذليلها بنماذج تطبيقية.
المحور الثاني: دراسات تطبيقية ميدانية
4. تقديم تجارب ميدانية ناجحة في بناء المناهج وفق
نسق قيمي مخطط. وتضمين ذلك بقراءات نقدية لها.
5. طروحات لناهج دراسية كنماذج مضمنة للموروث الإنساني
بمتطلبات عصرية ذات مات وخصائص جذابة للمتعلم.
6.قراءات في المقاربات المعتمدة في مجالات المواد
(الشرعية, الاجتماعية والإنسانية, الأدبية, العلمية,
التقنية. . ).
7 قراءات نقدية في القيم والإجراءات المتضمنة في مواد
القوانين والمواثيق الموجهة للجان تأليف المناهج,
والقرارات الإدارية المنظمة
لميدان التربية والتعليم.
8. أدوات قياس مستويات القيم والكفاءة الذاتية في
المناهج الدراسية وتقنيات تشخيصها.
المحور الثالث: دراسات استشرافية وخطط تشاركية
9. عروض استشرافية لمستقبل القيم والكفاءة الذاتية
للمتعلمين في ضوء مضامين الأنشطة التعليمية التعلمية للمناهج الدراسية.
10- تقديم مشاريع وخطط عملية تشاركية لبناء مناهج
دراسية ترتكز على أساس القيم وبعد الكفاءة الذاتية وذلك بمنطلقات واضحة وأسس
منهجية.
تعليقات
إرسال تعليق