الملتقى الدولي الأول (حضوري وعن بعد) بجامعة بسكرة حول : الوعي الصحي حول الأمراض غير السارية وأثاره الإيجابية على الصحة العامة للفرد والمجتمع
ديباجة الملتقى الدولي
تعبر الصحة عن نوعية تنظيم
العلاقة المتناقضة بين الفرد والمحيط من منظور التوازن المثبت للمنظومة ويعد
التمتع بالصحة حق من حقوق الإنسان وهو أساس تمتعه بحقوقه الأخرى. لذلك تسعى مختلف
الدول إلى بذل جهود حثيثة لضمان حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة. ومفهوم
الصحة حسب منظمة الصحة العالمية ليس مجرد الخلو من المرض أو العجز. بل حالة من
اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا.
ذلك التمتع الكامل بالصحة
لا يزال هدفا بعيد المنال على أفراد المجتمع الجزائري، وكذلك على ملايين من الناس
عبر أنحاء العالم . لأن ممارسة السلوكيات المضرة بالصحة والناتجة عن عدة مبررات قد
تكون عن جيل وقد تكون بسبب معتقدات ألفها الفرد وتعود عليها رغم إدراكه بخطورتها
وعواقبها، وبعد انتشار الأمراض الجسمية غير السارية نتيجة أفرزتها عدة أسباب وراثية.
بينية ، اجتماعية. اقتصادية وثقافية وغيرها, كذلك ما يترتب من آثار بيولوجية
للعوامل النفسية الناتجة عن الأحداث الضاغطة المتباينة على الأعراض العامة للصحة
والتي تلعب هذه العوامل دورا في نشأتها وتطورها ، مما أدى إلى تزايد انتشار مختلف
الأمراض خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة الأمراض غير السارية (الأمراض القلبية
الوعائية، السرطانات، الأمراض التنفسية والسكري) حيث تتسبب هذه المجموعات الأربع
من الأمراض. حسب منظمة الصحة العالمية (2020) بقتل 7 من 10 مريض سنويا أي 41 مليون
شخص عالميا أي ما يعادل 71. 9 من إجمالي جميع الوفيات في العالم، وكل سنة يموت 15
مليون شخص بين عمر 30 و60 سنة بسبب هذه الأمراض. وإن أكثر من 85 .5 من الوفيات
المبكرة تحدث في الدول متدنية ومتوسطة الدخل. ويعزي العديد من الخبراء أن بعض
عوامل انتشار مثل هذا النوع من الأمراض الى عوامل الخطر الاستقلابية (النظم الغذائية
غير الصحية. الخمول البدني...) وعوامل الخطر السلوكية (تعاطي الكسول أو التبغ أو
التعرض للدخان بشكل مباشر...). دون إغفال الأمراض ذات المنشأ النفسي والتي تسبها
العديد من الاضطرابات النفسية كالاكتتاب والقلق وغيرها. والتي تستدعي تمكين النظم
الصحية من الاستجابة على نحو أكثر فعالية وإنصافا لاحتياجات الرعاية الصحية
اللازمة للأشخاص المصابين بأمراض غير سارية والتأثير على السياسات العامة في القطاعات
غير الصحية التي تتعامل مع العوامل سالفة الذكر.(منظمة الصحة العالمية)
إن انتشار الأمراض غير السارية
بانت تشكل عائقا كبيرا نحو تقدم الدول اجتماعيا واقتصاديا. مما يحتم على الدول وضع
استراتيجيات ونهج شامل تشترك فيه مختلف القطاعات الاجتماعية والصحية والإعلامية
والتربوية...للوقاية والتقليل من الإصابة بهذه الأمراض وعوامل الخطر المرتبطة بها.
وبعد تنمية الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع حول الأمراض غير السارية أحد
الاستراتيجيات الفعالة لمكافحها ونشر ثقافة السلوك الصحي وتحسين جودة الحياة
للمجتمع .
ويهدف الوعي الصحي إلى التأثير في سلوك الأفراد واتجاهاتهم ومعتقداتهم الصحية. وذلك بإتباع نصائح الأطباء وتعليماتهم وتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة. وتنظيم فترات النوم والاهتمام بالصحة النفسية والتخفيف من التوتر والإجهاد . وتوفير وقت للراحة والاسترخاء و الاستفادة من البرامج الإرشادية الوقائية وغير ذلك , من أجل تبني نمط حياة صحي سليم وممارسة العادات الصحية بطريقة صحيحة . مما يسهم في تحسين الصحة العامة للمجتمع وزيادة متوسط معدل الأعمار. والتقليل من نسبة حدوث الأمراض والتقليل من أثارها.
إن أنماط السلوك الصحي تقوم
على إجراءات يعتمدها الفرد من أجل التعرف المبكر على حدوث الأمراض أو منع حدونها.
وهذا يعتمد على نمط الحياة المناسب للمحافظة على الصحة العامة . ومن خلال ذلك
الطرح نستشرف إلى أن تقدم مقترحات من خلال إعداد دراسات وبحوث تسمح بمشاركة
الأكاديميين والباحثين من أساتذة وطلبة دكتوراه . وكذا الممارسون المختصون في
العلوم النفسية والعلوم الطبية. باعتبار الموضوع يجمع بين التربية الصحية وعلم نفس
الصحة الإكلينيكي وعلم الأوبئة السلوكي والطب الوقائي وعلم النفس الوقائي . وفتح نقاش
علمي وإثراء موضوع الوعي الصحي بالأمراض غير السارية وأثاره الايجابية على الصحة
العامة للفرد والمجتمع.
تعليقات
إرسال تعليق