الملتقى الدولي الأول بجامعة زيان عاشور بالجلفة حول قضايا اللسانيات العربية الحديثة في ضوء نظريتي الوضع والاستعمال
ديباجة الملتقى الدولي
تعد اللسانيات من العلوم التي كان لها الأثر الواضح في مختلف العلوم منذ ظهورها في منتصف القرن الماضي. وانتقلت الدراسات اللسانية الأوروبية والأمريكية إلى العالم العربي في الوقت ذاته عن طريق البعثات العلمية ، وعن طريق الترجمة بعد ذلك. فأخذ بذلك اللسانيون العرب مناحي مختلفة. وفلوا من ثلاثة روافد متباينة. تتأرجح بين الاتجاه الترائي؛ المحافظ المتعصب للقدى. وبين الإتجاه الحداثي الذي يشجع على التعريب والترجمة الحرفية. وبين الاتجاه الثالث التوافقي؛ الذي يدعو إلى عدم الانسلاخ من التراث. مع ضرورة مواكبة الركب الخضاري عن طريق دراسة اللغة, بتطبيق مناهح حديثة. وإتباع منهج عقلاني.
وقد تمخض عن نقل الدرس
اللسان الغربي إلى الثقافة العربية واقعا لسانيا حديثا مضطربا أنتجته القراءات
القاصرة على مستويات متعددة، ذلك أن تطبيق المناهج اللسانية الغربية على الدرس
العربي وسمت بالكثير من السطحية ؛ حيث لا نلمس تمثلا تاما ذه المناهج , ولا
لجهازها الاصطلاحي والمفاهيمي إضافة إلى
التنقل بين المناهج و إسقاطها على الدرس العربي بدافع التجديد. ومواكبة الأبحاث
الغربية ما جعل الدراسات اللسانية العربية مشوهة. تعج بالغموض والتداخل بين
المصطلحات الجديدة الوافدة إلى العربية عن طريق الترجمة. ما أفقد الدرس اللساني
العربي روحه.ومن جهة ثانية يبدو أن حركية الترجمة إلى اللغة العربية عاجزة عن
مسايرة حركية الإنتاج العلمي. حيث تتكاثر المصطلحات والمفاهيم بشكل متسارع. ما
يجعل من جهود ترجمتها إلى اللغة العربية غير مجدية؛ ذلك أننا لا نستطيع تمثلها
واستيعابا على الوجه الأمثل والأدق ها دمنا لا ننتج علما وفكرا. ولا نضع مصطلحات
ومفاهيم نابعة من ثقافتنا وبينتنا ونتاج تفكيرنا وتطورنا. فتحولت العولمة المصطلحية
إلى علاقة غير متكافنة بين بيئة غربية؛ منتجة للمعرفة وفق سيرورة تلقائية نابعة من
تجربة لسانية متفردة, لها ملابساتها الثقافية والمعرفية . وبيئة عربية؛ مستهلكة
تتغذى على منجزات البيئة النقدية الغربية. على مستوى المضامين والمفاهيم اللسانية
النظرية والإجراءات المنهجية ؛ ولا شك أن هذا الوضع سيعمق مأزق الفكر اللساني العربي
الحديث. الذي تحول المرجع اللسان الغربي لديه من فرصة لبناء ممارسة لسانية فاعلة
ومنتجة إلى مصدر يدفع إلى الاضطراب. ومن ثم إلى إعادة إنتاج القصور والعجز.
اللسانيات لم تحظ بعد
بالأهمية التي حظيت بما في الغرب؛ فعلى الرغم من مرور نصف قرن على معرفتها ما زالت
علما هامشيا مقارنة مع العلوم الإنسانية والاجتماعية الأخرى. بالرغم من الازدياد المطرد
للمتخصصين فيها.وبالرغم من الأهمية المركزية لموضوعها وهو اللغة.وهذا إن دل فإنما
يدل على أننا لا نتوفر على درس لساني عربي قائم بذاته. متميزا في معالمه وحدوده,
له خاصيته النظرية والمنهجية هذا إذا ما استثنينا جهود بعض اللسانيين العرب
المحدثين الذين كان هم اهتماما متميزا باللغة العربية التي تمثل مقوما من أهم
مقومات كياننا والمكون لبنية تفكيرنا. كما كانت هم درايةٌ دقيقةٌ بالتراث اللغوي
العربي. وكذا بالنظريات اللسانية الحديثة التي استوعبوا مفاهيمها ومناهجها
استيعابا ينم عن عبقرية فذة . واستطاعوا وضع أسس منيعة تؤسس للدرس اللساني العربي
الحديث, وتفتح للباحثين مغالق اللسانيات . وترسم لهم آفاقا مستقبلة واعدة ، وبفضل
هذه الجهود لم تعد اللسانيات العربية حصيرة الإشكاليات المنهجية والمصطلحية؛ وبدأت
الدراسات تتم بالبعد الوظيفي لأهم نظرياتها وقضاياها. بما أملته الحاجة الحضارية.
وما شهدته من تطور على مستوى التقنية والمعلوماتية وما فرضه الواقع التواصلي
المتنوع في سياقاته المخصوصة.
إشكالية الملتقى الدولي
إن الوعي بضرورة تكييف
البحث اللساني العربي وبتطوير أدواتها بما تقتضيه التحولات الحضارية والاجتماعية
والثقافية يجب أن يستند إلى إدراك صحيح بأهم القضايا التي يجب أن تشكل الأولوية في
بحوث ودراسات اللسانيين العرب. فهل فعلا تشكل ذلك الوعي والإدراك بأولوية القضايا
ذات البعد النفعي عند المهتمين بالبحث اللساني العربي. قضايا تبتعد عن التنظير المنفصل
عن الواقع وإمكانية التطبيق ؟.
أهداف الملتقى الدولي
1- التنبيه إلى
المستجدات اللسانية عامة والعربية خاصة.
2- الانفتاح على
العلوم ذات الصلة باللسانيات العربية بما يوسع الفهم والإدراك لها.
3- الالتفات إلى
الجانب التطبيقي في البحث اللساني العربي.
4- التفاعل مع الحاجات التواصلية.
5- التماهي مع التقنية والتكنولوجيا في تطوير الأبحاث اللسانية العربية.
محاور الملتقى الدولي
يتناول الملتقى المحاور الآتية على سبيل التحديد:
1 - البحث اللساني العربي واقعه و
إشكالاته.
2- اللسانيات العربية وقضايا الوضع
والاستعمال.
3- اللسانيات العربية وقضايا
الترجمة والمصطلح .
-4 اللسانيات العربية وإعداد القواميس والمعاجم.
5- اللسانيات العربية وقضايا
الصوتيات .
6- اللسانيات العربية والحوسبة.
7- اللسانيات العربية وبناء
المناهج اللغوية التعليمية والتعلمية.
8- اللسانيات العربية والنظرية
الخليلية الحديثة.
تعليقات
إرسال تعليق