القائمة الرئيسية

الصفحات

تحديات التعليم عن بعد في الجامعة في ظل جائحة كورونا

تحديات التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا  

مقدمة

يشهد العالم المعاصر نهضة علمية وثورة تقنية معلوماتية متسارعة ، أصبحت مثار اهتمام المؤسسات التربوية والتعليمية التي تسعى إلى اغتنامها والاستفادة منها في المجال التربوي البيداغوجي، وتوظيفها في تفاصيل العملية التعليمية التعلمية ، وأحدثت بذلك  المنظومات التربوية تغييرات عميقة في بنية العملية التعليمية وفي مناهجها وأساليبها واستراتيجياتها. (سيفين، 2011)

ومن أهم المؤسسات التعليمية التي تفاعلت مع معطى الانفجار المعلوماتي والتطور التكنولوجي كانت الجامعة سباقة إلى تبني التعليم الرقمي أو التعليم الالكتروني وشرعت في ترسيخ التعليم عن بعد من خلال الدراسات العديدة التي أجريت حول مناهجه وأدواته والفوائد والمزايا المرجوة منه والتي تدعم التحصيل العلمي للطلبة من خلال الوسائط والوسائل التكنولوجية ، ومما زاد في حاجة الجامعات إلى تبني هذا النمط من التعليم ظهور جائحة كورونا أو مايعرف بالفيروس الذي منع الطلبة من التعليم التقليدي الحضوري ، الأمر الذي دفع القائمين على الجامعات إيجاد البديل  الناجع لاستمرار العملية التعليمية التكوينية في المؤسسات الجامعية.

تحديات التعليم عن بعد في الجامعة في ظل جائحة كورونا


تواجه الجامعة الجزائرية في ظل جائحة كورونا صعوبات كثيرة وتحديات كبرى لاستمرار العملية التعليمية والتكوينية لاسيما في الظروف الحالية الناتجة عن انتشار فيروس كرونا ، مما أدى بمسؤولي مؤسسات التعليم العالي إلى توجيه الفاعلين في التعليم العالي بضرورة التفكير الجدي في التعليم الرقمي أو التعليم عن بعد باستخدام الوسائل التعليمية التي تتيحها الشبكة العنكبوتية، وعليه نتطرق في هذا  الموضوع إلى النقاط التالية:

أولا : تعريف التعليم عن بعد

ثانيا: وسائل تطبيق التعليم عن بعد

ثالثا: أهمية تطبيق نظام التعليم عن بعد

رابعا: تحديات التعليم عن بعد 

أولا: تعريف التعليم عن بعد

يعرف التعليم عن بعد بأنه : " تعليم نظامي منظم تتباعد فيه مجموعات التعلم وتستخدم فيه نظم الاتصالات التفاعلية لربط المتعلمين والمصادر التعليمية والمعلمين سويا". (عزمي، 2015)

ويضم هذا التعريف أربعة مكونات للتعليم عن بعد تتمثل في أنه تعليم نظامي ، وفيه التباعد بين الطالب والأستاذ ،والإتصالات تفاعلية ، ويربط بين المعلم والمتعلم والمعرفة.

ثانيا :وسائل تطبيق التعليم عن بعد

يتم تطبيق التعليم عن بعد حسب (فضل الله 2010) وفق المكونات الأربعة التي ذكرناها سابقا في تعريفه

 بالاعتماد على العناصر الآتية:

1- صياغة المادة التعليمية أو المعرفة المتعلمة وتبسيطها وإخراجها في أشكال جذابة ومشوقة تثير الدافعية لدى المتعلم أو المتلقي.

2- إنشاء الفصول الافتراضية على شبكة الانترنيت يتم فيها تفاعل الطلاب مع الأساتذة والمادة العلمية بواسطة الوسائل التكنولوجية المتاحة.

3- تحديد الخيارات التقنية للأستاذ التي يلجأ إليها في التعليم عن بعد . 

ثالثا: أهمية تطبيق نظام التعليم عن بعد

تكمن أهمية تطبيق نظام التعليم عن بعد في التعليم الجامعي  كما ذكرها (عبود وآخرون 141:2016) في النقاط الآتية :

1- يحقق التعليم عن بعد مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع .

2- تجاوز العائق الزمني وتفاوت الطلاب في العمر ، حيث يفتح المجال أمام الكبار لمواصلة التعليم.

3- التغلب على العائق الجغرافي وبعد المسافة .

4- الاستفادة من الوسائط التكنولوجية في العملية التعليمية.

5- تخفيف الضغط والكثافة الطلابية عن مؤسسات التعليم العالي.

6- ترشيد الإنفاق من المال العام.
تحديات التعليم عن بعد في الجامعة في ظل جائحة كورونا


رابعا: تحديات التعليم عن بعد

  أظهر انتشار جائحة كورونا في الجزائر التحديات الكبرى أمام الجامعة الجزائرية لمواصلة جهودها في عملية تكوين الطلبة من أجل المساهمة في عملية

 التنمية الشاملة وبناء كوادر وإطارات تخدم الوطن وتشارك بفاعلية في بناء صرحه ومواكبة التقدم الحاصل في مختلف الأصعدة ، ولن يتأتى ذلك إلا

 بمسايرة المستجدات العالمية خاصة في التعليم الالكتروني الذي بدأ يشق طريقه في النظم التربوية الحديثة ، وصار من الاتجاهات الحديثة في العملية

 التعليمية المعاصرة ، وحتى تستطيع الجامعة مواكبة ذلك يطرح (عبدالحي 210:2015) رؤية مستقبلية لتفعيل التعليم الالكتروني على مستوى

 المؤسسات التعليمية والعلمية تتمثل في العناصر الآتية :

تحديات التعليم عن بعد في الجامعة في ظل جائحة كورونا


1- تحقيق نظرية للتعليم مبنية على التعليم الالكتروني قابلة للتطبيق وتستوعب الأنظمة التعليمية الحالية والمستقبلية.

2- إنشاء كل جامعة لوحدة تعليم إلكتروني تتضمن المقررات والمساقات والمجلات والإصدارات العلمية والأطاريح التي تصدر عن الجامعة ومخابر البحث.

3- توفير التجهيزات ومستلزمات التعليم الالكتروني .

4- تكوين وتأهيل الموارد البشرية على الأجهزة والوسائط التكنولوجية الحديثة من خلال دورات تكوينية أثناء الخدمة.

5- إنشاء كل جامعة لموقع تعليمي تفاعلي يحتوى على كل الإصدارات العلمية التي تصدرها الجامعة.

6- سرعة تغيير وتطوير المناهج والتكيف مع متطلبات العصر.

7- تبادل الخبرات والتجارب مع الجامعات الأخرى، والاطلاع على المستجدات العلمية الحديثة.

8- تصميم موقع خاص بجهاز الإشراف ، الإدارة ـ الأساتذة في الجامعة يتضمن اللوائح ، النتائج  مما يسهل عملية التواصل.

9- رقمنة مكتبة الجامعة وتسهيل الوصول إلى المراجع والمصادر والكتب العلمية.

خاتمة

يتوجه العالم المعاصر إلى تبني التعليم عن بعد في العملية التعليمية التعلمية ويوفر كل الإمكانيات من أجل إنجاحه وتطويره  والجامعة الجزائرية بدورها بدأت في إطلاق هذا النمط من التعليم لتواكب بذلك التقدم العلمي والتكنولوجي ، وتساهم في التنمية الشاملة للوطن من خلال تكوين الطلبة وإعدادهم إعدادا يتوافق مع متطلبات هذا العصر الرقمي.

مراجع :

1-جان سيريل فضل الله. (2010). واقع وآفاق التعليم عن بعد وأثره في التعليم في العراق . مجلة كلية بغداد للعلوم الإقنصادية الجامعة ، الصفحات 348-323.

2-سعد عبيد جودة ، هيفاء غازي رشيد ،سهلة علوان جواد ، زياد محمد عبود. (2016). التعليم الجامعي عن بعد ، مفهومه ، ومدى إمكانية تطبيقه. مجلة الأستاذ ، الصفحات 139-158.

3-عماد شوقي ملقس سيفين. (2011). التعليم والتعلم من النمطية إلى المعلوماتية رؤية عصرية في أساليب التدريس. القاهرة: عالم الكتب.

4- نبيل جاد عزمي. (2015). التعليم عن بعد ومصطلحات التعليم الالكتروني. مسقط: مكتبة بيروت.

 




تعليقات

التنقل السريع