مقدمة
يمثل التفكير ماوراء المعرفة أو الميتامعرفي اتجاها حديثا في التربية والتعليم تجعل من المتعلم أو الطالب محورا للعملية التربوية، وتشير ماوراء المعرفة إلى تفكير الطلبة في تفكيرهم، وتساعدهم عملية التفكير على استخدام مهارات التخطيط والمراقبة والتقويم الذاتي ، وقد أكدت الكثير من الدراسات الحديثة أهمية تعليم التفكير في زيادة وعي الطلبة بما يتلقونه من معلومات ومعارف وتسهل عليهم بناء تعلماتهم وتجعل التقويم جزءا من عملية التعليم والتعلم ، حيث يكون التقويم داخل التعلم وليس بعد عملية التدريس كما هو حاصل الآن، وتتجاوز مستويات الحفظ والتذكر إلى تنمية مهارات التفكير لدى الطلبة.
وظهر مفهوم التفكير ماوراء المعرفي في بداية
السبعينيات ليضيف بعدا جديدا في مجال علم النفس المعرفي ويفتح آفاقا واسعة
للدراسات التجريبية والمناقشات النظرية في موضوعات الذكاء والتفكير والذاكرة
والاستيعاب ومهارات التعلم (جروان2007).
ويؤدي التفكير الحاذق كما سماه فتحي جروان دورا مهما وحيويا في نجاح الأفراد داخل المؤسسات التربوية وخارجها في المجالات الحياتية الأخرى ، وذلك لأن انجازاتهم وأداءاتهم في المهمات التعليمية والاختبارات المدرسية والمواقف الحياتية أثناء دراستهم وبعد إنهائها وهي نتاجات تفكيرهم وبموجبها يتحدد مدى نجاحهم أو إخفاقهم ، لهذا يجب تعليم الطلبة وتدريبهم على مهارات التفكير الضرورية للمواقف الأكاديمية والمواقف العامة خارج المدرسة.(جروان2007).
وتعد مهارات التفكير فوق المعرفية مهارات عقلية معقدة تنمو مع التقدم في العمر والخبرة وتقوم بمهمة السيطرة على جميع نشاطات التفكير العاملة الموجهة لحل مشكلة أو موقف ويستخدم الفرد فيها قدراته بشكل فاعل في مواجهة متطلبات مهمة التفكير، وهي تهدف إلى رفع مستوى استقلالية تفكير المتعلم وفاعليته في ممارسة التفكير الموجه ذاتيا.(عبد العزيز2009).
ويعني التفكير ماوراء المعرفي وعي الطالب بعمليات المعرفة فهو يقوم بمراقبة وإدارة استراتيجيات تفكيره وأسلوبه في حل المشكلات بما في ذلك ترتيب وتنظيم ومتابعة هذه الاستراتيجيات ثم تقييمها ومراجعتها بعد الانتهاء من حل المشكلة(غانم 2009) .
ونال موضوع التفكير ماوراء المعرفة اهتمام العديد من الباحثين لما له من أهمية كبيرة في عمليتي التعليم والتعلم ، فلا يمكن بقاء المنظومات التربوية حبيسة طرق التفكير القديمة التي تعتمد التلقين والحفظ والتذكر، وترتكز على استراتيجيات تجعل من المتعلم مجرد متلقي للمعلومات والمعارف ، بينما تظهر الاتجاهات الحديثة للتربية أهمية التعلم الذاتي في العملية التعليمية الذي يسمح للمتعلمين ببناء تعلماتهم والتفكير بوعي في المواقف التعليمية التي يصادفونها .
وقد أجريت العديد من الدراسات التي تناولت مستوى التفكير ماوراء المعرفة وعلاقته ببعض المتغيرات كالجنس والتخصص والمستوى الدراسي وشملت فئات عمرية مختلفة ، ومن بين الدراسات المتشابهة التي اطلعنا عليها دراسة كل من الجراح وعبيدات (2011) ودراسة الخوالدة وآخران(2012) ودراسة بن ساسي (2012) ، ووجدنا أن هذه الأبحاث لم تتفق بخصوص مستويات التفكير ماوراء المعرفي في حين اتفقت في علاقته ببعض المتغيرات وتعارضت في أخرى.
أكد لورسي (2012) أهمية الميتامعرفية في التعلم ، وبين صلتها الوطيدة بالتقويم الذاتي من ناحية أن العمليات التي يقوم بها المتعلم حول المسعى الذي سلكه أو حول أدائه أو مردوده يقودانه إلى قيامه بالضبط الذاتي ، ويجب أن تتحول الميتامعرفية والتقويم الذاتي إلى آداءات وعادات مكتسبة لدى المتعلم.
مشكلة الدراسة
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة على التعرف على :
- درجة التفكير الميتامعرفي لدى طلبة الجامعة.
- الفروق في درجة التفكير الميتامعرفي لدى الطلبة وفقا لمتغيرات (الجنس ، التخصص، المستوى الدراسي).
- العلاقة بين درجة التفكير الميتامعرفي والتقويم الذاتي عند الطلبة .
أهمية الدراسة
- لفت النظر إلى أهمية تبني استراتيجيات ماوراء المعرفة في طرائق التدريس.
- إكساب الطلبة مهارات التفكير ماوراء المعرفة وتشجيع التعلم الذاتي .
نتائج الدراسة
-
درجة التفكير ماوراء المعرفي متوسطة لدى طلبة الجامعة.
-
الطلبة يمتلكون مهارات التفكير ماوراء المعرفة أكثر من الطالبات.
-
عدم وجود فروق في درجة التفكير ماوراء المعرفة بين طلبة التخصصات العلوم الإنسانية
وطلبة التخصصات العلمية والتكنولوجية.
-
وجود فروق في درجة التفكير ماوراء المعرفة بين مرتفعي التحصيل الدراسي ومتوسطي
التحصيل الدراسي.
-
عدم وجود علاقة ارتباطية بين درجة التفكير ماوراء المعرفي والتقويم الذاتي لدى
الطالب.
توصيات الدراسة
المصدر : مداخلة ثنائية للدكتورة نورة بوعيشة والدكتور محمد بالأكحل حول : درجة التفكير ماوراء المعرفي وعلاقتها بالتقويم الذاتي لدى الطالب الجامعي، ملتقى دولي بجامعة زيان عاشور بالجلفة حول التقويم الجامعي .
تعليقات
إرسال تعليق