الملتقى الدولي الافتراضي بجامعة محمد خيضر ببسكرة حول الجريمة الإلكترونية في المجتمع العربي المغذيات والإنعكاسات يوم: 06 ديسمبر2022
إشكالية الملتقى الدولي
إن التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات
بمختلف وسائلها جعل من العالم كتلة موصولة ببعضها البعض من خلال شبكة
عنكبوتيه نسجت خيوطها لتصل إلى أقاصي الكرة الأرضية. كما تمكنت من التغلغل في شتى
مجالات شؤون الحياة ، وذلك لما لها من أهمية اقتصادية في تسهيل
المعاملات الاقتصادية بأقل مجهود ووقت وتكلفة ، وكذا اجتماعية بتسهيل
وتمكين الأفراد من التواصل مع بعضهم البعض بدون قيود وعابرة للحدود على الرغم من
امتداد وبعد المسافات وذلك بأقل التكاليف
ودون تكبد عناء التنقل.
فانتشار هذه التكنولوجيا يعد سلاح ذو
حدين.فعلى الرغم من ايجابياتها الفعالة فإنها لا تخلو من سلبيات تسبب أضرار جسيمة
لأشخاص بعيهم أو مؤسسات كاملة من أجل خدمة أهداف سياسية أو اقتصادية أو حتى شخصية،
ولقد أصبح المجتمع في عصر انتشار هذه التكنولوجيا المعلوماتية أكثر عرضة لما يسمى
بالجرائم الإلكترونية ، وهذه الأخيرة قد تعددت أنواعها من اختراق للأنظمة بهدف
اختلاس أو سرقة الأموال أو المعلومات ، أو جرائم الابتزاز الإلكتروني وكل ماله
علاقة بالمساس بالأخلاق والآداب العامة وذلك باختراق شبكات المعلومات أو أجهزة
الآخرين بغرض إجرامي سواء كان بغرض
التسبب بالفضيحة أو كشف بيانات سرية للعلن، أو تخريب لمواقع وملفات وهو ما أدى
بدول العالم ومنها الدول العربية إلى
التكاتف لمحاربة هذا النوع من الإجرام الناعم و الذي يشكل خطرا على موازين القوى
والأمن الدولي، فلقد أصبحت الجرائم
الإلكترونية واقعا تواجهه هذه الدول وهي تعد مصدر تهديد حقيقي لها . حيث تمس أمن
الفرد والدولة ، ما جعلها تواجه تحديات
باتخاذ تدابير التصدي سواء على الصعيد الداخلي لكل دولة أو على مستوى التعاون
الدولي للحد من هذا النوع من الجرائم
السيبرانية خاصة مع زيادة ارتفاع نسبتها بالمجتمعات العربية خلال السنوات الأخيرة ،
وقد عقدت عدة اتفاقيات
بين دول العالم لتعريف وتجريم وسن القوانين الردعية بخصوص هذا النوع من الإجرام ، وتم
عقد الكثير من الاتفاقيات بشأن تبادل المعلومات والمجرمين المطلوبين في الجريمة
الالكترونية.
إن الدول العربية كغيرها من دول العالم لم
تسلم من تأثير موجة التطور التكنولوجي وغزو الشبكة العنكبوتية والاتصالات
والمعلوماتية وتعرضت أيضا لظاهرة الجريمة الالكترونية التي دمرت الكثير من
المؤسسات والعائلات والأفراد على حد سواء. حيث تفككت العديد من الأسر جراء
الابتزاز والتهديد والتي أدت في النهاية للبعض بالانتحار من جرائها ، خاصة النساء
والمراهقين والأطفال ، ما تسبب في عدم استقرار المجتمع، ونظرا لخطورة هذه الظاهرة
كذلك على الجانب القيمي والأخلاقي
وعلى المؤسسات الاجتماعية والتربوية وأصبحت تهدد المنظومة التربوية والمستوى
التعليمي للتلاميذ من خلال الغش الإلكتروني
في الامتحانات والذي انعكس سلبا على سمعة المنظومة التعليمية ، لتصل للأسف للوسط
العلمي والتعليم العالي من سرقات
علمية وغش في الامتحانات أيضا.
لقد استعانت العديد من دول العالم العربي في سبيل إيجاد أفضل الطرق والحلول الناجعة للتصدي لهذا النوع من الجرائم التي أصبحت تهدد الأمن المعلوماتي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي لها على جملة من الإستراتيجيات لمكافحة هذه الجريمة الحديثة ووضع خطط وقائية من الأزمات التي قد تمس قطاع المعلوماتية ، إضافة إلى تبني التطوير المستمر وتماشيا مع كل جديد يطرأ على هذا القطاع الحيوي وتهيئة المجتمع ليصبح مجتمع معرفي رقمي ، ومن خلالها تطرح الجريمة الإلكترونية تحديات كبيرة أمام السلطات والهيئات المختصة للدول العربية لتتخذ تدابير التصدي لها على الصعيد الداخلي وعلى مستوى التعاون الدولي كذلك.
وعليه يأتي هذا الملتقى الدولي الافتراضي ليسلط الضوء على الإشكالية التالية : ما هي الجريمة الإلكترونية؟ وما هي دوافعها وأشكالها بالمجتمع العربي وبمختلف مؤسساتها الاجتماعية؟ ، وما هي الطرق والأساليب وأهم الإستراتيجيات للحد منها؟.
أهداف الملتقى الدولي
- محاولة معرفة طبيعة الجريمة الإلكترونية وأسبابها ، وأثارها على
المجتمع العربي.
- محاولة الكشف على أنماط وأشكال الجرائم الإلكترونية بالمجتمع العربي .
- محاولة معرفة الأساليب والإستراتيجيات المتبعة لمواجهة هذا النوع من الجرائم بالمجتمع العربي.
محاور الملتقى الدولي
المحور الأول: ماهية الجريمة الالكترونية ،
نشأتها، تطورها.
المحور الثاني: أهم المقاربات النظرية لدراسة
الجريمة الالكترونية بالمجتمع.
المحور الثالث:مغذيات الجريمة الالكترونية وتقنياتها.
المحور الرابع: أشكال الجريمة الالكترونية
بالمجتمع العربي.
المحور الخامس: انعكاسات الجريمة الإلكترونية على المجتمعات العربية.
المحور السادس: الأساليب والإستراتيجيات للحد
من الجرائم الإلكترونية بالمجتمع العربي.
تعليقات
إرسال تعليق