التوجه
نحو الحياة في ظل انتشار جائحة كورونا
محمد بالأكحل خلوف
قرميط نادية
بوشلالق
مخبر تطوير الممارسات
النفسية والتربوية-جامعة قاصدي مرباح –ورقلة الجزائر
ملخص المقال
في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد
وتأثيره في مختلف جوانب الحياة النفسية والاجتماعية ارتأت هذه الدراسة الكشف عن درجة التوجه نحو الحياة ، ومعرفة
الفروق وفق متغيرات الجنس ، وجهة السكن ، ونوع الحجر الصحي لدى عينة من
المشاركين في الإجابة عن مقياس التوجه نحو الحياة الذي ألفه "شاير
وكارفر" 1985 وعربه بدر أيوب
الأنصاري ، اشتملت العينة على (100) مشارك
، تم الوصول إليهم بالطريقة العرضية ، أظهرت نتائج الدراسة أن درجة التوجه نحو الحياة
لدى عينة الدراسة مرتفعة ، ولم تسجل فروقا ذات دلالة إحصائية في التوجه نحو الحياة
تبعا لمتغيرات البيانات الشخصية لعينة الدراسة.
مقدمة المقال
ومن بين المواضيع المهمة ، والحديثة التي تناولتها الدراسات والأبحاث في إطار علم النفس الإيجابي
موضوع التوجه نحو الحياة ، إذ يرى "شاير وكارفر" (scheier&carver1987) أن تحديد توجه الناس
نحو الحياة يعتمد على توقعاتهم العامة ، لأن هذه التوقعات هي سمة مستقرة إلى حد ما للشخصية ،
وتؤثر بشكل كبير في كيفية تخطيط الناس لسلوكياتهم وضبطها ، والتحكم فيها أثناء مواجهتهم
للمشاكل والمواقف العصيبة وينظر الباحثون إلى توقعات الناس بشكل أكثر تحديدا ضمن نوعين
عامين من السلوك ، أحدهما يستمر في بذل الجهود والآخر يستسلم أو يغير الاتجاه ، ويرون أن
المتفائلين يعرفون كيفية المثابرة ، والتعامل مع المشكلات التي يواجهونها ، فهم لا يتجاهلون الصعاب ،
ويسعون لاتخاذ الخطوات المناسبة لحلها والتغلب عنها.(trottier&al.2008:238)
وتميزت الدراسة الحالية عن بقية الدراسات -التي تمكنا من الاطلاع عليها- بكونها جاءت في ظروف
يواجه فيها الإنسان جائحة كورونا التي تنتشر بشكل سريع ومخيف ، وعجزت المنظومات الصحية عن
التكفل بالمصابين جراء هذا الفيروس، وأصبح يؤثر في الحياة اليومية للناس ، ولجأت الحكومات إلى
فرض تدابير وقائية من أجل الحد من توسع الوباء ، وشملت تلك التدابير إغلاق المؤسسات العامة
وتعطيل الأنشطة في معظم المؤسسات ، وأجبر الكثير على البقاء في منازلهم ضمن ما أطلق عليه الحجر
الصحي وقد يحمل هذا الوضع الاجتماعي المفروض العديد من الضغوط النفسية ، وربما يؤثر في
الجوانب النفسية والاجتماعية للناس.
وفي هذا السياق أراد الباحثون قياس درجة التوجه نحو الحياة لدى عينة الدراسة ، ومعرفة مدى تأثير
بعض المتغيرات الشخصية المتمثلة في الجنس ، وجهة السكن ، ونوع الحجر الصحي على التوقعات
بشأن مستقبل عينة الدراسة.
مشكلة الدراسة وأسئلتها:
- ما
درجة التوجه نحو الحياة لدى عينة الدراسة ؟.
- هل توجد فروق دالة إحصائيا في درجة التوجه نحو الحياة تعود لمتغيرات (الجنس ، جهة السكن ، نوع
الحجر الصحي)؟.
فرضيات الدراسة
- درجة التوجه نحو الحياة متوسطة لدى عينة الدراسة .
- لا
توجد فروق دالة إحصائيا في درجة
التوجه نحو الحياة لدى عينة الدراسة تعزى لمتغير الجنس.
- لا توجد فروق
دالة إحصائيا في درجة التوجه نحو الحياة لدى عينة الدراسة تعزى لمتغير مقر السكن.
- لا توجد فروق دالة إحصائيا في درجة التوجه نحو الحياة لدى عينة الدراسة تعزى لمتغير نوع الحجر الصحي.
أهمية الدراسة
تستمد الدراسة أهميتها من موضوع الدراسة الذي يتناول جانبا مهما في نظر الباحثين ويتعلق بالتوجه
نحو الحياة لدى عينة الدراسة في ظل جائحة كورونا التي فرضت إجراءات وتدابير تقيد حركة الناس ،
وأشاعت جوا من الخوف والأفكار السلبية لدى العديد من شرائح المجتمع ، وستكشف نتائجها درجة
التوجه نحو
الحياة وتأثير بعض المتغيرات في التوقعات العامة لمستقبل أفراد العينة.
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى ما
يأتي:
-
الكشف عن مدى تأثير جائحة كورونا في الجوانب النفسية والتوجه نحو الحياة لدى عينة
الدراسة.
-
قياس درجة التوجه نحو الحياة والتفاؤل لدى العينة في ظل الحجر الصحي المفروض جراء
انتشار فيروس كورونا المستجد.
- التعرف على أثر
المتغيرات الديمغرافية (الجنس ، جهة السكن
، نوع الحجر الصحي) على درجة التوجه نحو الحياة
لعينة الدراسة.
التعاريف الإجرائية لمتغيرات الدراسة
ويعرّف في هذه الدراسة إجرائيا على أنّه : قدرة أفراد عينة الدراسة على التفاؤل والإقبال على
ممارسة حياتهم العادية ، وتمتعهم بالصحة النفسية والاتزان النفسي الذي يسمح لهم بالتفاؤل
والتكيف مع المواقف المختلفة ، والقدرة على تجاوزها، ويظهر ذلك في الدّرجة الّتي يتحصلون عليها في
مقياس التوجه نحو الحياة.
جائحة كورونا: يمثل وباء كورونا أزمة صحية كبيرة ناجمة عن مرض معدي ناشئ ، ظهر في الصين نهاية
سنة 2019 وينتمي لسلالة السارس cov-2 ، هذه الجائحة أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية في
11مارس 2020.(موسوعة ويكبيديا)
الحجر الصحي : يقصد بالحجر الصحي تلك الإجراءات والقيود المفروضة على السكان بسبب تفشي
وباء كوفيد-19 ، وتوزعت الإجراءات بدءا من الحجر الاختياري الذي يقوم به الإنسان طواعية ،
والحجر الجزئي الذي طبق في بعض المناطق ، وفرض فيه الغلق الجزئي لحركة التنقل ، والحجر الكلي
الذي فرض فيه الغلق التام لحركة التنقل ومنع فيه الخروج من المنازل.
خلاصة الدراسة
سعت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على موضوع مهم في حياة الإنسان اليوم، وتتعلق بتوقعاته
ونظرته نحو الحياة والإقبال عليها في ظل انتشار فيروس كورونا ، وكان الهدف منها هو الكشف عن
درجة توجهه نحو الحياة في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها ومعرفة الفروق في بعض المتغيرات ،
ومدى تأثيرها في تفاؤله ومواجهته للصعاب والمشكلات الحالية التي يتعرض لها ،وظهر من معالجة
البيانات وتحليل النتائج أن التوجه نحو الحياة كان بدرجة مرتفعة لدى عينة الدراسة ، بينما لم
تسجل فروقا ذات دلالة
إحصائية تعزى للمتغيرات (الجنس ، جهة السكن ، ونوع الحجر الصحي).
وفي ضوء هذه النتائج يقترح
الباحثون ما يأتي:
- تعزيز فكرة التفاؤل
والتوجه نحو الحياة لدى عينة الدراسة.
- رفع التحدي أمام المشكلات
والصعاب المستجدة مثل وباء كورونا كوفيد-19.
- حث الباحثين على إجراء المزيد من الدراسات العلمية تتناول المشكلات المستجدة التي تؤثر في
حاضر الإنسان ومستقبله.
- ضرورة الاهتمام بمواضيع
علم النفس الإيجابي و تعميمها.
- دراسة تأثيرات جائحة كورونا
على جوانب نفسية واجتماعية أخرى.
للإطلاع على حيثيات أخرى من المقال زوروا موقع مجلة دراسات نفسية وتربوية بمنصة المجلات
العلمية الجزائرية على الرابط الآتي:
https://www.asjp.cerist.dz/en/article/163219
تعليقات
إرسال تعليق