الملتقى الوطني الثاني بجامعة ابن خلدون بولاية تيارت حول : "اللغة الأم ، الإزدواجية اللغوية والتعددية اللغوية في الجزائر بين الهوية والتنوع " 10- 11 ماي 2022
ديباجة الملتقى
إن علاقة اللغة بالهوية كعلاقة الروح بالجسم ، فلابد لأي لغة من هوية ومجتمع خاص بها ، ولابد لأي مجتمع من لغة للتعبير عن أفكاره وأحاسيسه ووجدانه بغية إخراجها لعالم الحس والإدراك ، فقضية اللغة وعلاقتها بالمجتمع تعد من القضايا القديمة الجديدة التي تصير جدلا معرفيا وفكريا جديا وواسعا نظرا لما يحمله المصطلحان من مفاهيم وقيم.
الحديث عن اللغة وعلاقتها بالهوية في الجزائر يعد قضية شيقة وشاقة في الآن نفسه ، لأن الجزائر تعد من الدول التي تمتاز بتنوع لغوي مهم ، وجدير بالبحث الاكاديمي على غرار دول أخرى كسويسرا وكندا ، فدسترة اللغة الأمازيغية بفروعها المختلفة (القبائلية ، الشاوية ، شلحية ، الميزابية...) إلى جانب اللغة العربية واعتمادهما لغتين وطنيتين ورسميتين للدولة يعد خطوة هامة في تاريخ الجزائر المعاصر وذلك بتكريس الوحدة الوطنية للأمة الجزائرية في ظل التغيرات السياسية والإقتصادية والإجتماعية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.
بما أن اللغة تعد عنصرا اساسيا وكائنا حيا في المجتمع فهي عرضة للتاثر بما يحدث حولها من تغيرات سياسية اجتماعية واقتصادية ، فاللغة العربية وحتى الامازيغية تأثرتا بوجود المستعمر الفرنسي في الجزائر الذي دام فترة طويلة 132سنة ، فبعد هذه الحقبة الاستعمارية طويلة الأمد تأثر اللسان الجزائري بلغة المستعمر الفرنسي بسبب سياسة الاستعمار الممنهجة ، وأصبح حتى اليوم يمزج في كلامه اليومي كلمات وعبارات لغة أخرى التي لايتقنها جميع أفراد المجتمع الجزائري ، فهذا المزيج والتداخل اللغوي يعرف لدى اللغوي بـ:Dioglossia والذي يعد شكلا من أشكال إزدواجية اللغة في الجزائر.
علاوة على هذا التأثير التاريخي في اللغة العربيةوالأمازيغية على حد سواء ، ساهمت عوامل أخرى في تشكيل وإثراء التعددية اللغوية في الجزائر بعد الإستقلال ، نذكر منها التطور التكنولوجي والمعرفي العلمي ، ظهور نهضات إقتصادية عالمية جديدة ، العلاقات السياسية والتجارية بين الدول ، ولم تشكل الجزائر الاستثناء في العالم ، بل سعت كبقية الدول لمواكبة هذه التطورات العلمية والتكنولوجية ، وادرجت لغات عالمية أخرى في نظامها التعليمي الذي شهد تطورا ملحوظا بعد الاستقلال.
فتعليم وتعليمية اللغات الأجنبية في الجزائر أصبح اليوم يعد من المدونات المعرفية ذات مستوى عال ، وفي ظل السياسة اللغوية المسطرة بعد الاستقلال ، وإدراج لغات أجنبية في النظام التعليمي تشكلت على المستوى البحثي والاكاديمي أراء مختلفة ومتباينة حول قضية التعددية اللغوية في الجزائر ، فهناك من يرى في هذا التعدد على مستوى المنظومة التربوية في الجزائر منافسة حقيقية للغة العربية والامازيغية على حد سواء ، ويؤدي حسبهم إلى آثار جانبية قد تطال الهوية اللغوية والوطنية للجزائريين ، وهناك من الاكاديميين من يرون عكس ذلك تماما ،ويؤكدون ان الأشخاص الذين يتقنون عدة لغات يتفوقون على أقرانهم أحادي اللغة ، في مجالات متعددة منها القدرة على التواصل مع العالم الخارجي ، والزيادة في فرص العمل ، وتعزيز القدرات المعرفية.
وفي هذا الإطار ةتحت ظل هذه الإشكالية يسعى هذا الملتقى إلى طرح عدو اسئلة ومناقشة قضية : اللغة الأم ، الإزدواجية اللغوية والتعددية اللغوية في الجزائر بين الهوية والتنوع مع المختصين والخبراء والأساتذة من الفروع الآتية : اللسانيات العامة ، السانيات الاجتماعية ، وتعليمية اللغات والآداب.
أهداف الملتقى
يسعى الملتقى لتحقيق جملة من الأهداف منها:
- ضبط المفاهيم الاصطلاحية المتداولة للغة .
- إبراز دور اللغة في المجتمع.
- عرض وتقييم تعليم اللغات في الجزائر.
- تبيان وإبراز دور اللغات الأجنبية في التعليم الجزائري.
- تقديم مقترحات عملية لهندسة تعليم اللغات الاجنبية حسب الاحتياجات.
- إيجاد تواصل حقيقي بين الباحثين وإطارات التعليم في مختلف المراحل والمؤلفين الجزائريين.
- الخروج بتوصيات من شأنها خدمة البحث الأكاديمي خاصة طلبة الدكتوراه.
محاور الملتقى
الملتقى يتمحور حول ثلاث محاور أساسية هي :
1- اللسانيات العامة واللسانيات الاجتماعية:
- اللغة والمجتمع في الجزائر ، الإطار المفاهيمي للغة (لغةأم ، لغة رسمية ، لغة وطنية... )
- اللغة والهوية الوطنية ، اللغة والثقافة الجزائرية ، الغزدواجية والتعدد اللغوي.
2- تعليمية اللغات:
- تعليم اللغات الأجنبية في جميع أطوار التعليم، اللغات الاجنبية ونظام التعليم العالي الجزائري.
- مكانة اللغات الأجنبية والتعددية اللغوية ، تخطيط وهندسة اللغات الأجنبية في التعليم الحديث.
مواعيد مهمة
آخرأجل لاستقبال الملخصات يوم : 30 أفريل 2022
تاريخ الرد وإشعارات القبول يوم : 5 ماي 2022
لتحميل مطوية الملتقى بصيغة pdf انقر على الرابط:
تعليقات
إرسال تعليق