القائمة الرئيسية

الصفحات

 

المقاربة بالكفاءات

1- مفهوم الكفاءة:

إن هذا المفهوم حسب (محمد حثروبي) يشوبه الكثير من الغموض و الاختلاف و أن لها أكثر من مائة تعريف، ولكن الذي يهمنا في هذا المقام مفهوم الكفاءة في المجال التعليمي و التربوي .

  الكفاءة في اللغة هي المماثلة في القوة و الشرف و القدرة على الأداء و الإنجاز،  و الكفء القادر القوي على العمل و حسن أدائه، والكفاءة مفهوم شامل للاستعداد و القدرة و المهارة على تصريف العمل  باستعمال المهارات و القدرات و المعارف في وضعيات جديدة. ( خالد البصيص، 2004، ص 99 )،  في حين يعرف "حثروبي" الكفاءة: " إنها مجموعة منظمة ووظيفية من الموارد ( معارف، قدرات، مهارات ...) و التي تسمح أمام جملة من الوضعيات بحل مشاكل وتنفيذ نشاطات، و إنجاز أعمال "(حثروبي، 2002، ص43 ) وتشير الدكتورة سهيلة الفتلاوي(2004)، إلى مفهوم الكفاءة على أنها مجموعة من المعارف و المهارات و الأساليب و أنمـــاط السلوك التي تنعكس على سلوك المعلم و تظهر خلال الدور الذي يمارسه عند تفاعله مع جميع عناصر الموقف التعليمي سواء كانت هذه الكفايات عامة ( تكون في متناول يد المعلم ) أو كفاية خاصة يستلزمها التدريس الفعال، تشير أيضا إلى أنها تلك القدرة المتكاملة التي تشمل مجموعة من المهام التي تكون الأداء النهائي المتوقع من المعلم و إنجازه بمستوى معين من الفاعليــة عند التدريس و التي يمكن ملاحظتها و قياسها.

المقاربة بالكفاءات



2- مزايا المقاربة بالكفاءات:

تساعد المقاربة بالكفاءات في تحقيق الأغراض التالية:

- تبني الطرق البيداغوجية النشطة و الابتكار:

من المعروف أن أحسن الطرائق البيداغوجية هي تلك التي تجعل المتعلم محور العملية التعليمية والتعلمية، والمقاربة بالكفاءات ليست معزولة عن ذلك إذ أنها تعمل على إقحام التلميذ في أنشطة ذات معنى بالنسبة إليه، منها على سبيل المثال إنجاز المشاريع و حل المشكلات و يتم ذلك إما بشكل فردي أو فوجي أو جماعي.

- تحفيز المتعلمين ( أو المتكونين ) على العمل

يترتب عن تبني الطرق البيداغوجية النشطة تولد الدافع للعمل لدى المتعلم فتخف أو تزول كثيرا من حالات عدم انضباط التلاميذ في القسم  ذلك لأن كل واح منهم سوف يكلف بمهمة تناسب وتيرة عمله و تتماشى و ميوله و اهتماماته.

- تنمية المهارات و اكتساب الاتجاهات و الميول و السلوكيات الجديدة

تعمل المقاربة بالكفاءات على تنمية قدرات المتعلم العقلية المعرفية و العاطفية الانفعالية و النفسية الحركية، و قد تتحقق منفردة أو مجتمعة.

- عدم إهمال المحتويات ( المضامين ) 

إنّ المقاربة بالكفاءات لا تعني استبعاد المضامين و إنما سيكون إدراجها في إطار ما ينجزه المتعلم لتنمية كفاءاته كما هو الحال في إنجاز المشروع مثلا.

- اعتبارها معيارا للنجاح المدرسي

تعد المقاربة بالكفاءات أحسن دليل على أن الجهود المبذولة من أجل التكوين تؤتي ثمارها ، وذلك لأنها تأخذ الفروق الفردية بعين الإعتبار.

3- التعلم في بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات:

تسمح المقاربة بالكفاءات بتحقيق مايلي في مجال التعلم :

-إعطاء معنى للتعلم : 

تحدد عملية تنمية الكفاءة إطار العمل لتعلم التلاميذ في المستقبل ، وكيفية ارتباطها بالأحداث ذات المغزى بالنسبة لهم ، بحيث يكون لتعلمهم هدف واضح، ونتيجة لذلك ، فإن المعلومات والمعارف التي يحصل عليها التلميذ ليست نظرية وبعيدة عن تطبيقها في حياته اليومية ، بل يتم تطبيقها في حياته الحالية والمستقبلية، ومن أمثلة ذلك تعلم العديد من القواعد النحوية من أجل إنتاج  نص كتابي سليم من مفاهيمهم.

- جعل التعليم اكثر نجاعة:

يبنى تعلم التلاميذ في بيداغوجية المقاربة بالكفاءات على الوضعية المشكلة وعلى إنجاز المشاريع ، حيث تضمن حفظ المكتسبات وتوظيفها الحسن في وضعيات مشابهة ، مما يساعد التلاميذ على تنمية قدراتهم كلما واجهوا وضعيات جديدة وغير مألوفة، وتسمح بالتركيز على المهم ، وتعمل على الربط بين مختلف المفاهيم سواء في إطار المادة الدراسية الواحدة أو في إطار مجموعة من المواد الدراسية الأخرى.

4- خصائص التدريس بالكفاءات:

إن نموذج التدريس بالكفاءات يقدم إسهامات كثيرة في ترقية العملية التربوية من حيث الأداء و المردود عن طري جعل المعارف النظرية روافد مادية تساعد المتعلم بفاعلية في حياته المدرسية والعائلية، و تجعله مواطنا صالحا يستطيع توظيف مكتسباته من المعارف و المهارات و القيم المتنوعة في مختلف مواقف الحياة بكفاءة و مرونة، من أجل ذلك يمكن حصر خصائص هذا النموذج في هذه العناصر:

- تفريد التعليم: بتشجيع الاستقلالية و المبادرة لدى المتعلم، مع إيلاء عناية خاصة بالفروق الفردية بين المتعلمين.

- قياس الأداء بالاهتمام بتقويم الأداءات والسلوكيات بدلالة من المعارف الصرفة  والنظرية.

- إعطاء حرية أوسع للمعلم في تنظيم أنشطة التعلم و تقويم الأداء.

- دمج المعلومات لتنمية كفاءات أو حل إشكاليات في وضعيات مختلفة.

- توظيف المعلومات و تحويلها لمواجهة مختلف مواقف الحياة المكتسبة.(حثروبي، 2002، ص 12 ).

4- تصنيف الكفاءات:

تشعبت تصنيفات الكفاءات، وسنكتفي هنا باستعراض تلك التي تبنتها مناهج اللغة العربية أي الكفاءة القاعدية و الكفاءة الختامية

- الكفاءة القاعدية:

إنها الكفاءة التي من الضروري أن يتحكم فيها المعلم لاكتساب الكفاءات القاعدية اللاحقة، ينبغي أن يقع التركيز في الكفاءات القاعدية على ما هو ضروري، و من الأمثلة على الكفاءات القاعدية في اللغة العربية نذكر:

 - يؤدي النصوص أداء جيدا.

- يسمع و يفهم أنواع الخطاب التي ترد إليه.

- يوظف الكتابة لأغراض مختلفة.

- الكفاءة الختامية:

هناك من يعبر عنها بالهدف الختامي الإدماجي، يشير لفظ ختامي هنا إلى تحديد حصيلة سنة دراسية كاملة أو مرحلة تعليمية، و عليه لا تتحقق الكفاءة الختامية إلى بتحقيق الكفاءات القاعدية الموافقة لها، كمثال للكفاءة الختامية في اللغة نقول: " يكون التلميذ في نهاية السنة الخامسة من التعليم الابتدائي قادرا على قراءة و فهم و إنتاج خطابات شفوية و نصوص كتابية متنوعة الأنماط ( الحواري، الإخباري، السردي، الوصفي ). (وزارة التربية الجزائرية 2011، ص13)

مراجع:

خالد البصيص (2004)،التدريس العلمي والفني الشفاف بمقاربة الكفاءات والأهداف، دار التنوير للنشر والتوزيع، ب ط، الجزائر.

حثروبي محمد صالح (2012)، المدخل إلى التدريس بالكفاءات ،دار الهدى ، عين مليلة ، الجزائر.

- سهيلة محسن كاظم الفتلاوي (2003) ، الكفايات التدريسية ، دار الشروق ، ط1 ، عمان ، الأردن.




تعليقات

التنقل السريع